الجمعة، 10 أغسطس 2012

صعوبات الترجمة - الـــدلالة



الـــدلالة

تعريف الدلالة:

من دلّ، من مادةِ دلل التي تدل على الإرشاد إلى الشيء والتعريف به ومن ذلك (دله على الطريق اي سدده اليه، ومصدر الفعل دلَّ، ويدل على الإرشاد إلى الشئ والتعريف به ومن ذلك "دله على الطريق، أى سدده إليه" وفى التهذيب دللت بهذا الطريق، دلاله: عرفته، وانتقلت اللفظة من معنى الدلالة على الطريق، وهو معنى حسى، إلى معنى الدلالة على معانى الألفاظ، وهو معنى ع

قلى مجرد، والدلالة: إبانة الشيء بأمارةٍ تتعلمها، يقال دلَلْتُ فلاناً على الطريق، وَالدليل: الأمارة في الشيء.

علم الدلالة:

علم الدلالة وترجمته كلمة Semantics بالإنجليزية و Semantique بالفرنسية ويرجع أصل الكلمة الفرنسية إلى المصطلح اللغوي الفرنسي مايكل بريال (Michel Bréal) سنة 1897 في كتابه (مقالات في علم الدلالة) Essai de sémantique والكلمة تعود إلى الكلمة اليونانية sema التي تعني "علامة". ومما يجدر ذكره هنا أن كلمة sema المؤلفة من الأصلين الحرفين s m قريبة الشبه من الجذر العربي المؤلف من الأصلين س ، م اللذين كذلك فقد ترجم البعض مصطلح Semantics إلى علم المعاني، وآخرون ترجموه إلى علم الدلالة.

تجدر بنا هنا الاشارة إلى أن كلمة سيمياء يرجع أصلها للكلمة العربة (سمة) والتي وردت في القرآن الكريم منذ ما يزيد على أربعة عشر قرناً في قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) سورة الفتح:29

تعريف علم الدلالة:

- العلم الذي يدرس المعنى

- فرع من علم اللغة يتناول نظرية المعنى

- الفرع الذي يدرس الشروط الواجب توافرها حتى يكون للكلام معنى.

- علم يدرس العلاقة بين الرمز اللغوي ومعناه

- علم يدرس تطور معاني الكلمات تاريخيًا

- تهتم بدلالة الرمز اللغوى سواء أكان رمزًا مفردًا كأي كلمة مفردة، أم كان رمزًا مركبًا مثل التعبيرات الاصطلاحية، ويصاحب ذلك عناية بالأسباب المؤدية إلى هذا التغير، كما يعنى بدراسة العلاقات الدلالية بين هذه الرموز.

- علم يُعنى بظاهرة "المعنى" بأوسع معاني الكلمة، فهو يمتد إلى كل ما له معنى.

- (يلاحظ أن الدلالة تشير إلى علم المعنى وليس علم المعاني لأن علم المعاني أحد أفرع علم البلاغة)

موضوع علم الدلالة:

يهتم علم الدلالة بمعاني الكلمات ومستويات التراكيب اللغوية وتأثيرها على معنى الكلمة، وقد اهتم العرب بعلم الدلالة وبذلوا فيه الجهد، ولعل أبرز الجهود ما قام به الجاحظ عندما ذكر أن: "المعاني القائمة في صدور النّاس المتصوَّرَة في أذهانهم والمتخلِّجة في نفوسهم والمتَّصِلة بخواطرهم والحادثة عن فِكَرهم مستورةٌ خفيّة وبعيدةٌ وحشية محجوبةٌ مكنونة، وأن المعاني خلافُ حُكمِ الألفاظ لأنْ المعانِيَ مبسوطةٌ إلى غير غاية وممتدّةٌ إلى غير نهاية وأسماءَ المعاني مقصورةٌ معدودة ومحصَّلةٌ محدودة"، وصنف الدلالات إلى خمسة أصناف هي: اللفظ، والإشارة، والخطُّ، والعقد، و النِّصبة.

وفقاً للتعريفات السابقة فإن موضوع علم الدلالة هو أي شيء أو كل شيء يقوم بدور العلامة أو الرمز، وهذه العلامات أو الرموز قد تكون علامات الطريق وقد تكون إشارة باليد أو إيماءة رأس أو حركة جسد، وعلى ذلك فإن الدلالة تهتم بالعلامات أو الرموز سواء كانت لغوية أو غير لغوية ما دامت تحمل معنى، وينصب تركيز علم الدلالة على اللغة من بين أنظمة الرموز باعتبارها ذات أهمية خاصة بالنسبة للإنسان، ووهدف علم الدلالة كباقي العلوم الإنسانية هو الإسهام في الارتقاء بالإنسان، وتيسير التواصل والتفاهم بين البشر وضبط المصطلحات و المفاهيم في العلوم المختلفة

تغير الدلالة:

تتغير دلالة اللفظ وتتطور تبعاً لما يؤثر في اللفظ من عوامل تاريخية ونفسية واجتماعية، فتكتسب ألفاظ معان جديدة وتفقد ألفاظ أخرى دلالات أصلية فيها، أو تظهر ألفاظ مستحدثة لتعبر عن دلالات لم تكن موجودة من قبل، وذلك ن اللغة –كما أوضحنا سابقاً- كما الكائن الحي في ذاتها، وترتبط بالإنسان وهو كائن حي ينمو ويتطور ويتغير وفق لعوامل الحياة المحيطة به، وهذا التغيير قد يكون متسارعاً أو بطيئاً وفق تسارع حركة التفاعل المعرفي واللغوي، فالمجتمعات تطرح ألفاظ معينة في محتوى لغتها وحين تتطور التفاعلات الاجتماعية تظهر دلالات جديدة، وكذلك عندما تختلط المجتمعات ببعضها البعض نتيجة لانتقال الأفراد، كما أن الحاجات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تدفع إلى تكوين ألفاظ جديدة، والتغير الزمني له دور هام في تغير وتطور الدلالة.

إن تطور الدلالة يأخذ أوجهاً عديدة، فنجد أن تطور دلالة اللفظ يظهر في استعمال هذا اللفظ، وكلما شاع استخدام لفظ معين كلما تعددت دلالته حتى أنه قد يبتعد عن دلالته الأصلية، وهذا التغير في الاستعمال قد ينتج عن إساءة فهم معنى اللفظ، ثم الاستقرار على استخدام اللفظ بمعناه الخطأ فتمنحي الدلالة القديمة ويحل محلها الدلالة الجديدة، كذلك فإن إهمال استخدام الألفاظ وندرة استعمالها في المحتوى اللغوي تؤدي إلى إختفاء اللفظ والدلالة التي ارتبطت به، وكما أن ندرة استعمال الكلمة يؤدي إلى اختفائها، فإن شيوع استخدامها قد يقود إلى الابتذال حتى أن دلالة الكلمة قد تصبح نقيض الدلالة الأصلية.

أنماط التغير الدلالي:

- توسيع نطاق الدلالة: حيث تنتقل دلالة الكلمة من معنى خاص إلى معنى عام ومثال ذلك كلمة (رجل) والتي كانت تطلق على المحارب الذي لا يركب فرس ثم صارت يشار بها إلى كل ذكر.

- تضييق نطاق الدلالة: حيث تنتقل دلالة الكلمة من معنى عام إلى معنى خاص مثل كلمة (كتاب) وما ترتبط به من معنى عام إلا أن نطاق دلالتها يضيق عند استخدامها في السياق الديني للإشارة إلى واحد الكتب المقدسة، وكذلك كلمة (الحج) فكان معناها هو (القصد) ولكنها صارت مقتصرة الآن على حج بيت الله الحرام.

- ارتقاء الدلالة: فقد يكون للفظ دلالة مبتذلة مثل كلمة (رسول) والتي تعني مبعوث، أو موفد أوشخص يحمل الرَّسائل أو ينقل رسالة أو يقوم برحلة قصيرة لتوصيل رسالة لترتقي دلالتها وتصبح بمعنى من يبعثه الله تعالى بشرع يعمل به ويبلغه

- ابتذال الدلالة: حيث يشيع استخدم الكلمة فتنحدر من معنى راق لتستقر عند الدلالة على معنى مبتذل ومثال ذلك كلمة (جارية) فأصلها الفتاة الصغيرة ولكن دلالتها استقرة عند الأمة المملوكة، وكذلك كلمة (حاجب) والتي كانت تستخدم للاشارة إلى رئيس الوزراء ثم باتت تشير إلى الساعي أو الخادم، وكلمة (أمية) التي صارت دلالتها قاصرة على من لا يجيد القراءة والكتابة.

أنواع الدلالة:

لكل كلمة ثلاث دلالات:

- دلالة لفظية: وهي التي تستفاد من اللفظ (أصوات الكلمة الأصول). وهي أقوى الدلالات.

- دلالة صرفية (صرفية): وهي المستفادة من صيغة الكلمة- الصيغة الصرفية.

- دلالة معنوية: وهي التي ينتقل منها من معنى الكلمة إلى معان أخرى.

ومثال على ذلك كلمة كَتَبَ:

ü الدلالة اللفظية هي: دلالة الأصوات ك ت ب على (الكتابة).

ü الدلالة الصرفية هي: دلالة صيغة فَعَلَ على الفعل (الكتابة) وزمنه (الماضي).

ü الدلالة المعنوية هي: دلالة على الفعل والفاعل والمفعول به وأداة الكتابة.

أنواع الألفاظ وفق الدلالة:

يمكننا تقسيم الألفاظ تبعاً لدلالتها إلى:

- الألفاظ المتباينة: حيث يدل اللفظ الواحد على معنى واحد..

- الألفاظ المشتركة: هو أن يدل اللفظ الواحد على أكثر من معنى

- الألفاظ المترادفة: هو أن يدل أكثر من لفظ على معنى واحد.

الوحدة الدلالية:

اختلف علماء اللغة في تعريف الوحدة الدلالية منهم أنها الوحدة الصغرى للمعنى ومنهم من قال إنها: أي امتداد من الكلام يعكس تباينا دلاليا، وأحدث النظريات تصنف الوحدات الدلالية إلى أربعة أقسام رئيسية وهي: الكلمة المفردة، والتركيب ( أكثر من كلمة)، والمورفيم (أصغر من الكلمة)، الصوت (أصغر من المورفيم)، والكلمة المفردة هي أهم الوحدات الدلالية وهناك من يعتبرها الوحدة الدلالية الصغرى، لينما التراكيب هي الوحدات الدلالية الأكثر شمولية

الحقل الدلالي:

هو مجموعة من المفاهيم أو المصطلحات الأساسية التي تترابط فيما بينها لتؤدى وظيفتها المستقلة فى إطار النظام المفهومى الشامل، وهناك من يعتبر المعجم معبراً عن الحقول الدلالية المختلفة للكلمة.

الكلمة والدلالة:

تعريفات الكلمة:

- أصغر وحدة في اللغة لها معنى. هذا التعريف لم يعد مقبولا في وقتنا الحاضر؛ لأنه تعريف المورفيم.

- أصغر صيغة حرة في الكلام. أي مجموعة المورفيمات التي يمكن نقلها من مكان إلى آخر في الجملة

- أصغر وحدة في الكلام قادرة على تأدية معنى تعبير.

- اللفظة الدالة على معنى مفرد بالوضع.

- قول مفرد مستقل أو منوي منه، وعليه فحروف المضارعة وتاء التأنيث ليست كلمات، بينما الضمير المستتر (أنت) في (قم) يعتبر كلمة.

وهناك فرق بين الكلمة المنطوقة والتركيب النحوي للكلمة، فعلى سبيل المثال عند قولنا (القاموس) فهي تنطق كلمة واحدة، أما بالنسبة للتركيب اللغوي فهي تتكون من كلمتين هما (ال) التعريف، (قاموس)، والكلمة مستقلة في النظام اللغوي تتعامل فالكلمة لها قواعد صوتية تتعلق بأول الكلمة كمنع الابتداء بساكن ويستخدم معها علامات الإعراب تقع في أواخر الكلمات، بينما الكلمة من الناحية الدلالية لا معنى لها على الإطلاق خارج مكانها في النظم والسياق.

مكونات الدلالة اللغوية

تتضمن الدلالة اللغوية ثلاث مكونات هي:

- المكون اللغوي: ويتناول العلامة

- المكون المعجمي: المعنى المعجمي

- المكون الواقعي: البيئة الخارجية

العلامة والدلالة:

تعرف العلامة بأنها الشيء الدال على شيء آخر.

علم العلامات: Semiotics مشتق من الكلمة اليونانية semeion المأخوذة من sema وتعني "علامة" وعلم العلامات علم يعنى بدراسة أنواع العلامات والإشارات وتصنيفها بما في ذلك العلامات اللغوية.

أنواع العلامات:

(أ) العلامة الأيقونية Iconic Sign : العلامة التي تبين مدلولها عن طريق المحاكاة، مثل صور الأشياء، والرسوم البيانية، والخرائط، والنماذج، والمجسمات.

(ب) العلامة الإشارية: Indexical Sign : العلامة التي تشير إلى مدلول لعلاقة تلازمية، مثل الدخان في دلالته على وجود النار، وآثار الأرانب والحباري في دلالته على وجود هذه الحيوانات، وآثار المجرم في دلالتها على تورطه في جريمته، الحبوب التي تظهر الجسم عند المصاب بالحصبة أو الجدري.

(جـ) الرمز: Symbol: العلامة التي تفيد مدلولها بناء على اصطلاح بين جماعة من الناس، مثل: إشارات المرور الضوئية، وعلامة صح √ وعلامة خطأ X وعلامات الموسيقى ♫ ومفردات اللغة مثل: شجرة، حصان، كتاب، صدق، قتل. وأصوات الأبواق والأجراس.

العلامة الصوتية:

العلامة الصوتية: صورة سمعية تدل على مفهوم معين. وتتألف الصورة السمعية من عناصر هي الفونيم، وطول الصوت، والمقطع، والنبر، والنغم. تتضمن العناصر الصوتية للعلامة:

الفونيم phoneme: الصوت اللغوي وهو أصغر وحدة لغوية صوتية مجردة تفرق بين كلمة وأخرى ومن الكلمات المستخدمة في وصفه أيضاً الوحدة الصوتية واللفظ وهناك تعريب لهذا اللفظ هو كلمة (صوتيم)، وتختلف صور الصوت اللغوي وفق وضع الصوت في الكلمة، وصور الاختلاف هذه يطلق عليها مصطلح allophones (ألّوفونات). وكل صوت لغوي له ما لانهاية له من الألّوفونات، والصوت اللغوي قد لا يعبر عن معنى إلا أنه يشارك في تكوين المعنى، وحين تتابع الأصوات اللغوية تنتج كلمات ذات دلالات إيحائية، لذلك فإننا نجد بعض الأصوات المكونة للكلمات تخلق دلالات توحي بمعنى الكلمة وأحياناً قد لا تعطي الكلمة أي إيحاء بمعناها ولا توحي به.
النغم: هو اختلاف درجة الصوت علوا أو انخفاضا تبعا لعدد الذبذبات التي يولدها إهتزاز الأحبال الصوتية والنغمة (tone) وهي علو الصوت أو انخفاضه على صعيد الكلمة، أما التنغيم (intonation) وهو علو الصوت أو انخفاضه المرتبط بمجموعة من الكلمات في الجملة، ونغمة الصوت تعبر عن الحالة الانفعالية للمتكلم وتعكس سماته الشخصية وحالته الصحية، وله وظيفة تواصلية، وهناك المورفيم morpheme و هو أصغر وحدة لغوية مجردة لها معنى، والألومورفاتallomorphs وهي الأشكال المختلفة للمورفيم في الكلام المنطوق.

وتطورت النظريات وامتزجت فخرجت أطروحات جديدة تمزج بين النظريات المختلفة، وأشارت النظريات الحديثة إلى أن هناك جملة من العلاقات التي تنشأ بين العلامة والفكرة والمشار إليه

- العلامة والفكرة تنشأ بينهما علاقات إما مباشرة أو اعتباطية.

- الفكرة والمشار إليه وتربط بينهما علاقة تلازمية.

- العلامة والمشار إليه تتحدد وفق الفكرة الذهنية.

البعد الدلالي للكلمة في الترجمة:

من أهم المشكلات التي قد يواجهها المترجم ما يتعلق بخصوصية دلالة الكلمة، والمعنى المميز للفظ، وكثيرا ما يتعرض المترجم للتعامل مع ألفاظ قد تبدو له متشابهة مترادفة متطابقة في معانيها، إلا أن هناك ثمة اختلافات في المعنى لابد وأن ينتبه إليها المترجم جيداً ... لذا فعلى المترجم أن يقلب اللفظ على كل أوجهه ويتدبر في تكوين المعنى الإجمالي ويربط إيحاء اللفظ بما قبله وما يليه... ولغتنا العربية امتازت عن غيرها من اللغات بدقة المعنى وخصوصية اللفظ، فرغم المقاربات التي قد تبدو لنا في كثير من الألفاظ العربية إلا أن هناك فروقاً دقيقة تميز كل لفظ عن اللفظ القريب منه.

إن وظيفة اللغة تكاد تتمحور حول الدلالة علي معنی، لذا فإن العلاقة بين اللفظ والمعنى موضوع شغل بال اللغويين منذ زمن بعيد، وتناولوا هذه القضية في إطار علوم اللغة والبلاغة، وقد عرف العلماء في تعريف المعنی بأنه (القصد الذي يقع به القول علی وجه دون وجه) وأوضحوا أن اللفظ جنس يشمل الكلام ، والكلمة ، والكَلِم . واللفظ هو : الصوت المشتمل على بعض الحروف سواء أكان مفيداً ، نحو : زيد ، ورجل ، أو غير مفيد، والدلالة العامة للمادة (لفظ) وهي ( الرمي من الفم): لفظت الشيء من فمي الفظه لفظاً، اذ يكون الملفوظ من الفم كلاماً: لفظت بالكلام وتلفظت به اي تكلمت به. أما المعني فيقول عنه الجوهري عنيت الشيء: أخرجته وأظهرته و عنيت بالقول كذا اَعني عناية : قصدت واردت، و(المعني) أي الفحوى.

ولنأخذ بعض أمثلة على الفوارق الدلالية بين الالفاظ التي قد تبدو لنا متشابهة أو متطابقة:

لو أن أحدهم ضرب بيده شخصاً آخراً... فإن أول ما يتبادر إلى ذهننا هو الفعل "ضرب" يليه أفعال أخرى أكثر تخصيصاً كاللكم والصفع والوكز وغيرها ... ولنرى هنا كيف تفرق العربية بين ما قد نحسبه متشابهاً مترادفاً من ألفاظها..

1)الضرب براحه يده على مقدمة الرأس يسمى: صقع
2)الضرب براحة اليد على القفا يسمى:صفع
3)الضرب على الوجه ببسط الكف يسمى:لطم
4)الضرب على الوجه والكف مقبوضة يسمى:لكم
5)الضرب بكلتا اليدين يسمى:لدم
6)الضرب على الذقن والحنك يسمى:وهز
7)الضرب على الجنب يسمى: وخز
8)الضرب على الصدر والبطن بالكف يسمى:وكز
9)الضرب بالركبة يسمى:زبن
10)الضرب بالرجل يسمى:ركل

الفرق بين العبث واللعب واللهو : فالعبث ما خلا عن الإرادات إلا إرادة حدوثه فقط ، واللهو واللعب يتناولهما غير إرادة حدوثهما إرادة وقعا بها لهوا ولعبا،ويمكن أن يرتبطا بإرادة أخرى فيخرجا عن كونهاما لهوا ولعبا ، وقيل اللعب عمل للذة لا يراعى فيه داعي الحكمة كعمل الصبي لانه لا يعرف الحكيم ولا الحكمة وإنما يعمل للذة .
الفرق بين العتيق والقديم :العتيق هو الذي يدرك حديث جنسه فيكون بالنسبة إليه عتيقا ، أو يكون شيئا يطول مكثه ويبقى أكثر مما يبقى أمثاله مع تأثير الزمان فيه فيسمى عتيقا ،ولهذا لا يقال أن السماء عتيقة وان طال مكثها لان الزمان لا يؤثر فيها ولا يوجد من جنسها ما تكون بالنسبة إليه عتيقا ، ويدل على ذلك أيضا أن الأشياء تختلف فيعتق بعضها قبل بعض على حسب سرعة تغيره وبطئه والقائم ما لم يزل موجودا ، والقِدم تعبير سلبي يحمل دلالة انعدام الاستفادة بينما العتق تعبير ايجابي يشير إلى تحقيق الاستفاد ويقال دخول زيد الدار أقدم من دخول عمرو، ولا يقال اعتق منه
الفرق بين اللمس والمس :وكذلك الفرق بين المس واللمس فرغم ما يبدو من ترادف وتقارب إلا أن اللمس هو إدراك بظاهر البشرة كالمس ويعبر به عن الطلب، والمس يقال فيما يكون معه إدراك بحاسة اللمس، واللمس يكون باليد خاصة ليعرف اللين من الخشونة والحرارة من البرودة ، والمس يكون باليد وبالحجر وغير ذلك ولا يقتضي إن يكون أن يكون باليد ولهذا قال الله تعالى "مستهم البأساء "وقال " إن يمسسك الله بضر" ولك يقل إن يلمسك ، وقيل إن اللمس هو الالتصاق المقترن بالإحساس والمس هو الالتصاق فقط دون إحساس وقيل إن المس يكون بين جمادين أو حي وجماد أما اللمس فلا يكون إلا بين حيين.

ونحن نترجم اللفظ الإنجليزيWOMAN إلى امرأة فمن منا يعرف أن للمرأة ما يزيد على خمسة وسبعين اسما عند العرب ويمكنه أن يدرك الفارق بين كل اسم ( ويكفي مجرد البحث عن أسماء المرأة عند العرب لنستبين روعة لغتنا ودقتها وجلالها)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق